Uncategorizedالمنتخب الجزائريمتفرقات

Green bike…عندما تكون الرياضة في خدمة البيئة

بقلم : جمال الدين حنك



تعتبر جمعية Green bike الولائية والتي تتخذ من عنابة مقرا لها، مثالا يحتذى به في مجال التوعية البيئة، حيث تقوم بعمل جبار في هذا المجال، وهي التي لجأت إلى فكرة مبتكرة ورائعة باستغلال الأحداث الرياضية ومنشآتها من أجل الترويج للفكر البيئي الراقي، فكرة السيد عبد الحكيم لعشيشي رئيس الجمعية بدأت من خلال عشقه للرياضة في حد ذاتها منذ أن كان لاعبا لكرة القدم في ناد بعنابة، قبل أن يتعرض لإصابة بليغة على مستوى رجله اليسرى كادت أن تؤدي إلى بتر ساقه، قبل أن يسافر إلى فرنسا ويجري عملية أدت إلى بتر كعبه الأيسر، مما أجبره على اعتزال احتراف الرياضة الأكثر شعبية في العالم.

عشقه للدراجات الهوائية دفعه لتكوين فريق


عشق عبد الحكيم لعشيشي للرياضة لم تتوقف عند بتر كعب ساقه الأيسر، بل عاد لرياضة تأصّلت في عائلته الكبيرة أبا عن جد ممثلة في الدراجات الهوائية، وهو الذي كان جده يمارسها منذ عام 1930، ليؤسس نادي درجات عنابة، لكن الفريق لم يكمل المسيرة لأسباب خارجة عن نطاقه، لتخطر على باله إنشاء جمعية بيئية ويتخذ “الدراجة الخضراء” اسما لها تيمنا بنضرة البيئة، حيث كان ينظّف شواطئ عنابة وحيدا، قبل إنشاء الجمعية، مما جعل البعض يصفه بـ “المجنون”.

لا حدود عمرية ولا مهنية لمن يريد المساعدة


تراهن الجمعية البيئية على مختلف الأقطاب العمرية من أجل الانخراط في كل حملاتها، حيث يُسهم فيها الكبير والصغير وما انخراط ابن رئيس الجمعية عبد الحكيم لعشيشي وابنتيها في هذا العمل الجواري إلا دليل على ذلك، وهو الذي سبق له التعرض لجرح غائر بعد دوسه على أحد القارورات الزجاجية أثناء تنظيفه لأحد الشواطئ، رغم أنه كان يبلغ من العمر ثلاث سنوات فقط آنذاك.

الرياضة بوابة الجمعية لتحقيق أهدافها

تراهن Green Bike على حضورها الدائم -رغم أنها جمعية ولائية فقط – في مختلف التظاهرات الرياضية التي تحتضنها بلادنا، بداية من البطولة الإفريقية للاعبين المحليين “الشان”، أين رفعت الجمعية شعار “الشان في بلاد الشان”، وكانت تُسهم في تنظيف مختلف الملاعب التي كانت تحتضن المباريات من عنابة، العاصمة، قسنطينة ووهران، وذلك بتضحية المتطوعين الذين كانوا يُسهمون بوقتهم وجهدهم من أجل تنظيف تلك المنشآت ورفع مختلف الشعارات لإنجاح مختلف حملاتهم مثل: “مناصر حاضر متحضّر”، “ترمي تخلّص”، “ليست قمامتي، لكنه وطني”، “رياضي نظيف في منشأة نظيفة” وغيرها كثير، ما يبيّن الوعي البيئي الذي تريد الجمعية الوصول إليه باستغلال شعبية كرة القدم ومختلف التظاهرات الرياضية.

تستهدف إسهام نجوم “الخضر” وشعبية بلماضي في الحملة


تحاول الجمعية البيئية بشتى الطرق الوصول إلى نجوم المنتخب الوطني الأول لكرة القدم والناخب الوطني جمال بلماضي من أجل الانخراط في حملة التوعية التي تريد أن تصل إلى كل الشعب الجزائري، حيث يمكن لنجم مثل محرز وهو الذي يملك أكثر من 24 مليون متابع عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي أن يوصل صوت Green Bike بمجرد نشره لصورة وهو يقوم بتنظيف غرف تغيير الملابس مثلا بعد نهاية مباراة ما، كما يمكن للشعبية الجارفة للناخب الوطني جمال بلماضي أن تُسهم في نجاح أي حملة، مهما كان نوعها.

بلادي تحرقتي ما نحبكش تغرقي” و”مدرستي هي أيضا بيتي” نقلة أخرى


لم تكتف الجمعية بالعمل البيئي، بل تعدت ذلك إلى مستوى آخر، حيث أطلقت حملة “بلادي تحرقتي ما نحبكش تغرقي” من أجل تنظيف البالوعات المائية وتجنب الكوارث ومنع الفياضانات، لتتعدى ذلك إلى حملة “تبنى مجرى مائي” حتى يتكفل كل واحد بمجرى مائي حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه، مع اقتراب موسم الأمطار، وكانت حملة “مدرستي هي أيضا بيتي” انتقال لمستوى أعلى بإسهام التلاميذ بتنظيف مدرستهم وطلاء المتطوعين لجدارنها، حيث تكفلت Green Bike بإصلاح ما تم تحطيمه في ملعب التاسع عشر ماي بعنابة من حنفيات بعد أحد المباريات، وتكفلت بجلب سباك لإعادة إصلاح ما تم تحطيمه، مع شراء كل المعدات من مالهم الخاص.

مشروع دراجة في كل ملعب بعد آخر


لا تتوقف أفكار جمعية “الدراجة الخضراء” في البزوغ مع فجر كل حدث رياضي، حيث يمني مسؤولو الجمعية النفس أن يجدوا المساعدة اللازمة من أجل تحقيق حلمهم بوضع الدراجات الخاصة برسكلة البلاستيك في كل ملاعب كرة القدم، إذ يقوم المناصر باستعمال دواسات الدراجة الثابتة من أجل إعادة رسكلة بلاستيك مختلف القارورات التي يتم جلبها إلى الملعب، أين يتم ضرب عصفورين بحجر واحد، رسكلة البلاستيك وتنظيف الملعب من مخلفات صلبة تلوث البيئة.

صدى “الدراجة الخضراء” يصل إلى أمستردام


لم يتوقف تأثير جمعية الدارجة الخضراء على المستوى المحلي، بل كان لزيارة أحد الأساتذة الجامعيين الهولنديين صدى آخر إلى الجزائر واطلاعه على ما يقوم به صدى إيجابيا، حيث قام بدعوة السيد عبد الحكيم لعشيشي لإلقاء محاضرة في جامعة أمستردام حول تجربة الجمعية في المحافظة على البيئة والطرق المبتكرة التي تتبناها في كل مرة من أجل التنبية على ضرورة إسهام كل أفراد المجتمع للحفاظ على البيئة والدخول إلى بيت كل جزائري غيور يعشق بلاده ويريد أن يرى علمها مرفرفا دائما بين البلدان.

زرع ثقافة الملكية العام” شعار واحد موحد

إن ما يجمع عمل وجهد الجمعية البيئية الفتية هو الشعار الذي أطلقته مؤخرا بضرورة زرع ثقافة الملكية العامة وعدم التنصّل من المسؤوليات، فالملعب ملك للجميع وعلينا المحافظة عليه سواء من التخريب أو رمي القمامات، الشارع ملك للكل ولا يمكن بأي حال رمي القاذورات فيها، فكما لا يرمي الشعب القاذورات في بيته، لا يرميها في الشارع العام الذي هو ملكه أيضا وهكذا دواليك حتى يتم نشر هذه الثقافة منذ الصغر وتصبح هي القاعدة وما يخالفه شاذ لا يقبله العقل ولا الدين.

أولمبيك عنابة لكرة اليد…نجاح رياضي وتربية بيئية

لا شك أن الجميع قد شاهد المفاجأة التي حققها نادي أولمبيك عنابة، إثر فوزه على شبيبة الأبيار بـ (38-34)، ليتوج بأول كأس للجمهورية لكرة اليد في تاريخه وأول فريق ينال لقبا في فئة الأكابر منذ خمس وعشرين عاما كاملا ، أولمبيك عنابة تحدّى الصعاب وتنقل برا إلى وهران لقلة الإمكانات المالية في رحلة دامت أربعة عشر ساعة كاملة، حيث تحدى كل الظروف وأسعد العنابية بعد طول انتظار وما زاد في روعة هذا التتويج هو إسهام اللاعبين في عمل الدراجة الخضراء بتنظيف الميدان من القارورات الكلاسيكية وكل المخلفات بعد نهاية المباراة بتتويج يجمع بين الرياضة والنظافة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى